انا المدير دولـــسيــّكــآ
المشاركات : 262 تاريخ التسجيل : 20/02/2013 العمر : 29 الموقع : منتديات كريزي ولفـّ , مزاجك : دولتي :
| موضوع: النباتات تحترق والانهار تجف منتديات كريزي ولف السبت أبريل 06, 2013 12:32 pm | |
| فإذا كان ذلك الحرّ الشديد عند وقوف الأرض عن دورتِها فحينئذٍ يحترق النبات ، وتيبس الأشجار وتجفّ الأنهار وتتبخّر البحار ، فلا يبقى ماء ولا حبوب ولا ثمار ولا حيوان ، وذلك في جهة النهار ، لأنّ الشمس لا تبقي لهم شيئاً من ذلك ، فيهلكون حراً وجوعاً ،
قال الله تعالى في سورة الملك {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ}
فقوله تعالى {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} أي غائراً في الأرض ، ويريد بذلك الآبار حيث لا يبقى عندهم ماء سوى ماء الآبار العميقة المالحة والمرّة {فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} أي فمن يأتيكم بماءٍ جارٍ عذبٍ صالحٍ للشرب إذا تبخّرت مياهكم وذهبت أدراج الرياح ؟
فالمَعين معناه الجاري ، والشاهد على ذلك قول عبيد بن الأبرص :
عيناكَ دمعهما سَروبُ كأنّ شأنيهما شَعيبُ
واهيةٌ أو معينُ معنٍ أو هضبةٌ دونها لهوبُ
وقال تعالى في سورة التكوير{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أي يبست وصهرتها الشمس ، فالمسجور معناه المسخّن أو المنصهر ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة المؤمن {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ . إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ . فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} ،
وقال تعالى في سورة الكهف {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا . وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا} ، فقوله تعالى {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا} يعني ما على الأرض من النبات والأشجار {صَعِيدًا جُرُزًا} "الصعيد" هو الأرض ذات التراب والأحجار التي لا يكون فيها نبات ولا أشجار ، قال تعالى في سورة المائدة {فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا} ،
و"الجُرز" هي الأرض التي لا يصلها الماء وهي خالية من النبات ،
وقال الله تعالى في سورة السجدة {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} ،
والمعنى : تقول المُزن للأراضي اليابسة التي لا يصلها الماء ثقي بريٍّ منّي بكثرة أمطارٍ تحييكِ ، ومعنى الآية : نجعلها أرضاً جرزاً لا نبت فيها ولا شجر ، وذلك لأنّها تحترق بحرارة الشمس .
وقال الله تعالى في سورة الغاشية 1{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ} السماء {الْغَاشِيَةِ} أشار سبحانه بالغاشية إلى قوله تعالى في سورة الدخان {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ . يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }، ومعنى{الْغَاشِيَةِ} أي التي تغمر الناس بشرّها، وهي الطبقات الغازيّة يختلط بعضها بالبعض فتكون دخاناً كثيفاً يسبّب الاختناق .
2 {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } أي ذليلة ، وهم المشركون والمجرمون الذين يبقون على الأرض بعد وقوفها عن دورتِها المحورية .
3 {عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } في الدنيا ولكن لغير الله
4 {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} أي ساخنة ، وهي حرارة الشمس التي تزداد في جهة النهار
5 {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} أي يشربون الماء من عين ساخنة وقتاً من الزمن ثمّ ينقطع ماؤها فيلجأون إلى حفر الآبار ليشربوا من مائها لأنّ مياه البحار والأنهار تتبخّر بحرارة الشمس ولا يبقى لهم ماء يشربون منه سوى ناء الآبار المرّ والمالح . ومِمّا يؤيّد هذا قوله تعالى في سورة الملك {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} يعني إن أصبح ماؤكم غائراً في الأرض تشربون من الآبار .
| |
|